قصيدة
الحياة فى سبتمبر


جئت من عدم الى برزخ
تلملمت من كل شتات
و مت جسدا طريا يأكله
الثرى و يقذفه بعض فتات
عشت نشيطا عمرا طويلا
مابين الحياة و بين الممات
ما أجمل الحياة فى سبتمبر
انه شهر الفضى و العطلات
حياتك يا فتى اجنحة طموح
أخذتك ل جرعة من فرات
تكدح طوال صهيب النهار
و تنزوى بالمساء للسبات
و ما وجودك سوى الرؤى
اثيرا لم تضيعه الظلمات
لم تدرك انك لن تحصد
الا القليل من كلام القتات
شهاب صعد و أحترق
استهجن بالشيخوخة الوتات
و عند الشواطئ كنت الرمال
و فى الدروب يزجرك الكتات
الامتنان يضحك فى الافاق
فأنت انسان بعيدا عن الصرعات
ترعرت فى مهد كف نبيل
فلست اسدا يزأر فى الغابات
و لست شيئا موحشا سمجا
و كنت وديعا كثير البسمات
و فى الربيع تنتظر الورود
تتكلم بالالوان من كل لغات
و فى الخريف ترجو الاوراق
تجمعها ما بين الثرى واللتات
تحكى عن الشتاء الجليد الرماد
و تسعى فى الصيف هجيرا
رطبا مكشوفة تحت النخلات
كم سألت انهيار السراب
و مضيت ضبابا فى الطرقات
لم يمكث التفوق و لا الركوض
و خلد ت و انتصرت بالكلمات
كنت ترجو شيئا فريدا
فوجدت العتيق من السكات
محمود العياط
من ديوان أمام امرأة عارية