قصيدة
الغراب المعلم الأول للبشر


ان كان العمر
يمضى مثل السحاب
وينتهى بين انياب
الضباب
وعند السراب مراوغا
فتعالى نتعلم ياحبيبتى
شيئا من العذاب
من بين قطرات
عذاب
نهرا تتمنى لشطآنه
أن تبلغا
ان كان
علمنا ان نأسى
على قتل الرفيق
وأن نمضى
فى الدرب
و لا نلقيه وسط
الطريق
من أين تعلم
كل هذا العلم
و طار بالنعيق ينبغا
لم يسترسل بالشدو
الجميل
و يتراقص على الاديم
و يحكم بالصراط
المبين
و يطير الى الأيك
و النخيل
قبور الغربان
تمضى فى سكات
تجمع التعازى
والاهات
من المعلم الأول والأخير
فإن الامانى مازالت تبرق
فى الافاق
تومض لليل الأسير
تزيح الهم
والاشتياق
لو لم ينصب البحر
فى المحيط
و لو لم يكن الشط
كثبانه كالشريط
و الرمال تتهادى
من صوب لصوب
وزغا
ما جاء الحوت
من الاعماق
و ما نفق و هو ينظر
للأفاق
كيف الحوت بعلومه
يطفو متضغضغا
يبحر فى المدى
يتلمس السبيل زائغا
من ثم كيف الغربان
عند البشر
بتلك الحكمة نوابغا
محمود العياط
من ديوان القادم عندنا