قصيدة
الى زائرة جسدك رماد


جئت ومهدك قفار
وخراب
والهواجس فى النفوس
تدعو للفرار
يأكله الضباب
وكل الذى جمعته
فوق الكثبان بداد
ضاعت السطور
وجف المداد
هذا حصادك
بين يديك
رمال وصخرْ
وصبار علقم
يئن من الجوع
و الظمأ
ونزوح قهرْ
فى تلك الفلاة
وكان محرابى
مروجا وبساتين
ترى الورود
فى كل حدب
رحيقها يغنى
للنحل الحنين
ونهر طعامه
سائغ للشاربين
وكل شئ
فوق الجبين
يطبع قبلة
فى ازدياد
جئت وقد طردتى
السحاب
واقمت السدود
فوق السراب
واقمت فوق الجسور
العناد
وسألت نفسك
بعد كل هذا الغرور
لماذا
تعيشين
فى هيماء
لا تسمعين
هديل اليمام
رفضت اقامة
الخيام
وعشت فى ليل
صقيع
قدماك من الخوف
تضيع
وفى البكور
ردمت ِكل الانهار
وفى قيظ النهار
الظل يخبو
فى انكسار
وجسدك رماد
اذا ما جاء
اقاربك البدو
عشت معهم
فى ظل هودج
اذا رحلوا
عدت لنفس
الخلاء
ونفسك تحقد
على الكبرياء
غذاؤك الحب
المقتول بين يديك
وتتفكرين
فى فدفد
حزين
طوال العمر
لماذا السهاد
محمود العياط
من ديوان
المحبوس فى مكانه