قصيدة
الذكريات وحش برئ


لم اجد وسط
الزمن
من سيحل
ومبرم ِ
غير
ايام الطفولة
فإنها مثلما
جذع أيكة
يرتمى
فى حضن السنين
من كل ضرب
من حبور ومأثم ِ
اتذكر ايام
الطفولة
وانا اركب
عجلة الاطفال
اجمع اوراق
السنديان
الضاحكة المبسم ِ
وشدو الغصون
يجذب الرياح
لم اكن اعلم
وانا اجمع
الاوراق
وأخفيها فى الدرج
ان هذا ليس
نهاية الحياة
مرت على تلك الاوراق
عمرا
لم تفن ولم تتهشم ِ
همس الاشجار
لايخلو من صخيب
وهى تقف
على جسر الطريق
وهى تحدق
فى المنتهى
وهى تخفى
حديثا مكتم ِ
كانت الامال
لا تعرف سوى
القوافل
تتهادى فى المنحدر
الترابى
وتصعد على ربا
الادراك
وترفرف بجناح
الهيثم ِ
على شط نهر
لايعرف غير الحب
والذكريات
لهيب يشعل
القلوب
ويتطاول
على كل البقاع
ويبعث فى كل شئ
الرماد
ولا يوما يتحجم ِ
ويرميها فى صدر
امسيات الليالى
والثلوج
التى تذوب من فرط
الحنين
كتاب يقرأه
كل البشر
بالحب
انها لغة
بغير الحب
لايكفيها
ألف مترجم ِ
وعند المشيب
تعتقد انه
مر يوم او يومين
فى هذا العمر
المديد المتلاحم ِ
لكن الافكار
لاتموت
فهى فى المروج
لا تشبع العشب
وفى السماء
سحاب لا تمطر
وعند الغدير
لا ترتوى منها النخيل
الذكريات وحش برئ
وعند الوحوش
الكل يهرب
ان الفرار
من الذكريات
أصعب
من الفرار
من الضيغم ِ
محمود العياط
من ديوان
المحبوس فى مكانه